إحصائية رسمية تكشف عدد سكان الشرقية ونسبة السعوديين والمقيمين في الخبر والدمام والقطيف

تعد المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز وأهم مناطق المملكة على المستويين الجغرافي والاقتصادي، فهي ليست فقط الأكبر مساحة، بل تمتاز أيضًا بثرواتها الطبيعية الهائلة، وتاريخها العريق، ونموها السكاني المتزايد باستمرار.

عدد سكان الشرقية ونسبة السعوديين والمقيمين في الخبر والدمام والقطيف 

تمتد المنطقة الشرقية على سواحل الخليج العربي، لتشمل واحة الأحساء الشهيرة، وتصل جنوب إلى أعماق صحراء الربع الخالي، في مشهد يجمع بين الصحراء والواحات والشواطئ في لوحة طبيعية آسرة.

في هذا السياق، نسلط الضوء على أبرز جوانب المنطقة الشرقية عام 2025، بما يشمل عدد سكانها، توزيعهم على المحافظات، الجوانب الثقافية والاجتماعية، وأهم ما يميز هذه البقعة الغنية من أرض المملكة.

لمحة تاريخية عن المنطقة الشرقية: مهد الحضارات وملتقى الطرق التجارية

منطقة الشرقية لم تكن فقط حاضنة للثروات الطبيعية، بل أيضًا بوابة تاريخية مرت عبرها حضارات متعددة.

منذ أكثر من خمسة آلاف عام، عرفت هذه المنطقة بموقعها الاستراتيجي على طرق التجارة القديمة التي كانت تنقل البخور والتوابل والعطور من اليمن والهند إلى بلاد الشام وبلاد الرافدين.

كانت تعرف قديمًا باسم "البحرين"، وهو اسم كان يطلق على مساحة أوسع بكثير من الدولة البحرينية الحالية، حيث كانت تشمل واحتي الإحساء والقطيف.

وفي عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وتحديد عام 1370 هـ (1950 م)، تم اعتماد اسم "المنطقة الشرقية" رسميًا، ونقل مقر إمارتها من مدينة الهفوف إلى الدمام، التي أصبحت العاصمة الإدارية للمنطقة.

عدد سكان المنطقة الشرقية في عام 2025: أرقام دقيقة ودلالات تنموية

بحسب التقديرات الرسمية للهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، بلغ عدد سكان المنطقة الشرقية في عام 2025 ما يقارب 6 ملايين نسمة.

ويلاحظ أن المنطقة الشرقية تشهد نمو سكاني مستمر، مدفوع بتوسع البنية التحتية، وازدهار الصناعات، ووفرة الفرص الوظيفية.

وللمقارنة، فإن عدد سكان المنطقة في عام 2021 كان يقدر بحوالي 5,028,753 نسمة، ما يعني أن الزيادة السكانية في غضون أربع سنوات تجاوزت مليون نسمة، وهو معدل نمو يعكس التطور العمراني والاقتصادي الكبير في هذه المنطقة.

التوزيع السكاني في محافظات المنطقة الشرقية: المدن الكبرى وأعداد السكان

تتكون المنطقة الشرقية من 11 محافظة، تتفاوت في عدد السكان والمساحة، لكنها جميعا تشترك في الأهمية الجغرافية والاقتصادية، وفيما يلي توزيع سكاني تقريبي لأبرز هذه المحافظات:

التركيبة الديمغرافية والاجتماعية: تنوع سكاني وثقافي

يتوزع سكان المنطقة الشرقية من حيث المذهب بين:

• 76% من المسلمين السنة
• 24% من المسلمين الشيعة، وتتركز نسبتهم بشكل كبير في الأحساء والقطيف

أما على المستوى القبلي، فإن السكان الأصليين في الشرقية ينحدرون من قبائل عريقة مثل بني عبد القيس، تميم، العجمان، بني بكر بن وائل، ومطير.

كما تشمل المنطقة عدد من العائلات التجارية المعروفة التي ساهمت في تنشيط الحركة الاقتصادية.

المقومات الاقتصادية للمنطقة الشرقية: العمود الفقري للاقتصاد السعودي

تمتاز المنطقة الشرقية بكونها أغنى مناطق المملكة من حيث الموارد الطبيعية، خصوصا النفط والغاز، حيث تساهم بأكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وتضم حقول نفطية ضخمة مثل حقل الغوار، وهو الأضخم على مستوى العالم.

كما أن المنطقة الشرقية تضم الصناعات التالية:

• صناعات البتروكيماويات والتكرير
• الصلب والإسمنت والألمنيوم
• موانئ تجارية ضخمة تسهم في تصدير ما يقارب 66% من المنتجات غير النفطية
• المنطقة الصناعية في الجبيل، وهي من أكبر المناطق الصناعية في الشرق الأوسط

الأحساء: أكبر واحة في العالم ومنبع التمور الفاخرة

من أبرز ما يميز المنطقة الشرقية هو وجود واحة الأحساء، والتي تعد أكبر واحة طبيعية في العالم، وتحيط بها أكثر من 2.5 مليون نخلة.

وتشتهر الأحساء بإنتاجها للتمور الفاخرة ذات الجودة العالمية، إلى جانب تاريخها العريق كموطن للاستقرار البشري والزراعة منذ آلاف السنين.

المناخ في المنطقة الشرقية: طقس حار صيفًا ومعتدل شتاءً

يتميز مناخ المنطقة الشرقية بارتفاع درجات الحرارة صيف، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 47 درجة مئوية، خاصة خلال شهري يوليو وأغسطس.

أما في الشتاء، فتنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 8 درجات مئوية، مما يجعل الطقس لطيف في معظم فصول السنة.

الموقع الاستراتيجي: نقطة التقاء المملكة مع دول الخليج

تشكل المنطقة الشرقية الواجهة البحرية للمملكة على الخليج العربي، وتربطها حدود برية مع العراق، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، سلطنة عمان، واليمن، مما يجعلها مركز للنقل واللوجستيات، ونقطة دخول رئيسية إلى المملكة، وقد أشارت التقارير إلى أن 60% من مداخل المملكة تأتي عبر المنطقة الشرقية.

أهم المعالم السياحية في المنطقة الشرقية: تنوّع وجمال طبيعي وتراثي

بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية، فإن المنطقة الشرقية وجهة سياحية متميزة، بفضل شواطئها الطويلة، وحدائقها، ومعالمها الثقافية والتاريخية، من أبرز المواقع السياحية:

• كورنيش الدمام
• شاطئ الغروب
• جسر الملك فهد
• قصر إبراهيم
• بحيرة مدن
• متحف الإحساء للتراث
• السوق الشعبي
• محمية الجبيل
• كورنيش الخفجي
• ميدان الفروسية

المنطقة الشرقية 2025 – مستقبل واعد ونمو متسارع

مع وصول عدد سكانها إلى حوالي 6 ملايين نسمة، وتمتعها بأكبر قاعدة صناعية، وأهم الموارد النفطية، تظل المنطقة الشرقية حجر الأساس في هيكل المملكة الاقتصادي والاستراتيجي.

كما أن موقعها الجغرافي وتنوعها السكاني، إضافة إلى قوتها الاقتصادية، يجعل منها نموذج للتوازن بين الحداثة والجذور، وبين النمو العمراني والحفاظ على الإرث الثقافي، إنها بحق القلب النابض للشرق السعودي.