تشهد سماء الوطن العربي مع حلول مساء هذا اليوم ظاهرة فلكية فريدة من نوعها تأسر الأنظار وتسحر القلوب، حيث يقترب القمر الأحدب المتزايد من أحد ألمع النجوم في السماء، وهو نجم "السماك الأعزل"، ليشكلا معا اقتران رائع يمكن مشاهدته بالعين المجردة بشرط أن تكون السماء صافية وخالية من الغيوم.
فلكية جدة تعلن عن حدث فلكي خلال ساعات في سماء السعودية
ويبلغ الفاصل بين الجرمين السماويين قرابة 1.5 درجة فقط، وهو ما يمنحهما مظهر وكأنهما يتلامسان في لوحة سماوية غاية في الجمال.
الأرصاد: طوفان ماطر يضرب كل هذه المناطق في السعودية حتى منتصف الأسبوع
الخطوط الجوية السعودية تعلن تغيير الحد الأقصى لوزن حقيبة المسافرين المسموح بها لصعود الطائرة للرحلات المحلية
السعودية تقر اشتراطات جديدة لاصدار موافقات زواج المواطن بأجنبية والكشف عن مصير الطلبات القديمة قبل صدور القرار
عاجل: حالة مطرية لمدة 5 أيام على الرياض والمدينة ونجران وتوقعات بتعليق الدراسة حتى هذا التاريخ
احتجاب نادر للنجم خلف القمر.
وفي خضم هذا المشهد الجميل، تحدث ظاهرة فلكية مرافقة لكنها لا تشاهد من أغلب بقاع الأرض، وهي احتجاب نجم السماك الأعزل خلف قرص القمر.
ويؤكد المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذا الاحتجاب سيكون مرئي فقط من مناطق نائية ومحدودة في جنوب الكرة الأرضية، من ضمنها القارة القطبية الجنوبية، والأراضي الفرنسية الجنوبية، وأجزاء من جنوب جزيرة تسمانيا، بالإضافة إلى جزيرتي هيرد وماكدونالد الواقعتين في المحيط الجنوبي.
ويرجع عدم إمكانية رصد هذا الاحتجاب في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك الوطن العربي، إلى اختلاف موقع القمر الظاهري في السماء من مكان إلى آخر، بفارق يصل إلى درجتين تقريبًا، أي ما يعادل أربعة أضعاف القطر الظاهري للقمر.
نجم السماك الأعزل
ويعد نجم السماك الأعزل من النجوم الأكثر لمعان في السماء، ويصنف ضمن نجوم "المرتبة الأولى" نظرًا لشدة سطوعه.
ويشير أبو زاهرة إلى أن هذا النجم، رغم ظهوره كنقطة لامعة واحدة للعين المجردة، يتكون في الحقيقة من نظام ثنائي يتألف من نجمين يدوران حول بعضهما البعض، لكن بسبب بعده الهائل عن كوكب الأرض، يظهر لنا كأنه نجم مفرد. ويضفي هذا الأمر على المشهد السماوي جمال إضافي وغموض علمي يستحق التأمل.
أهمية الاحتجابات الفلكية في علم الفلك الحديث
ويوضح أبو زاهرة أن ظاهرة احتجاب النجوم خلف القمر لها أهمية فلكية بالغة في علم الفلك الحديث، إذ تستخدم هذه الظواهر لتحديد المواقع الدقيقة للنجوم في السماء، كما تساعد العلماء على تحسين النماذج الحسابية لحركة القمر في مداره حول الأرض.
ولا تقتصر فوائد الاحتجابات على النجوم فقط، بل تشمل الكواكب أيضا، حيث تتيح فرصة ثمينة لرصد تضاريس حواف القمر بتفاصيل دقيقة، مثل الجبال والفوهات القمرية، وهي معلومات قيّمة للمهمات الفضائية والدراسات القمرية المتقدمة.
التحليل الفني والأساسي لسهم ارامكو يحدد نقطة دخول ذهبية للمستثمرين عند هذا السعر في سبتمبر
مشروع عملاق بتكلفة 30 مليار ريال يغير شكل الشرقية للأبد ويجعل سواحلها تنافس أهم شواطئ العالم
عاجل: السعودية تحدد المناطق التي يحظر الصيد فيها ومفاجأة حول الصيد في حدود الحرم
المديرية العامة للجوازات: وقف اصدار تأشيرات الخروج النهائي للمقيمين في حال عدم استكمال هذا الشرط الجديد
حركة القمر والنجوم
وخلال الليل، يلاحظ الراصدون أن القمر ونجم السماك الأعزل يتحركان معا نحو الغرب، وهو ما يبدو نتيجة لحركة دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق.
وفي الليلة التالية، تظهر الحركة الحقيقية للقمر، حيث يكون قد ابتعد قليلا نحو الشرق مبتعد عن النجم، في دلالة واضحة على دورانه حول الأرض، وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها بسهولة لمن يتتبع السماء ليلا.
دعوة للتأمل في جمال الكون
يمثل هذا الحدث الفلكي فرصة ذهبية لعشاق السماء ومحبي الظواهر الطبيعية للتأمل في سحر الكون وعجائبه، سواء عبر التلسكوبات أو بمجرد النظر بالعين المجردة.
ففي ظل صفاء السماء وخلوها من السحب، يمكن للإنسان أن يحظى بلحظة تواصل مع السماء، وأن يستشعر عظمة هذا الكون الذي لا ينفك يبهرنا بجماله وبدقة تنظيمه.